بقعة ضوء

موضوع: بقعة ضوء الخميس نوفمبر 20, 2008 4:34 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

بقعة ضوء

في ذلك اليوم كان حفيف الأشجار يخيفني ، وأضواء المصابيح كانت تريبني ، لا أدري لماذا ؟

لكن تخيلت أنني سأموت في أية لحظة ، من تلك السخريات التي تحيط بي من كل مكان ، كانت تدب اليأس في نفسي ، صديقاتي من جهة وزوجة أبي الجميلة وصديقاتها من جهة أخرى ، وكل ذلك لأنني خلقت ، وذلك الشيء على ظهري .

زوجة أبي من بني البشر لأنها جميلة المظهر ، أما أنا لا أحد يحبني بسبب منظري القبيح ، في تلك الليلة لم أستطع تحمل تلك النظرات القاسية من زوجة أبي هي وصديقاتها اللواتي كنﱠ يسخرن مني ، أصوات الضحك كانت تملأ المنزل ، ولم تخرج مني سوى كلمةٍ واحدة (حسبي الله ونعم الوكيل ) خلدت إلى النوم ، ولكن لم أستطع ، كانت كلماتهن ترن في أذني ، والنار تشتعل في صدري ومع ذلك غفوت ، لكن لم أكن مطمئنة كعادتي ، لا أدري لماذا ؟ وبعدها استيقظت إثر عطشٍ شديد ألم بي ، ولكن سمعت صوت أنين ، فشدني الفضول إلى أن أرى من أين يأتي ذلك الصوت ، وعندما خرجت رأيت بقعة يشع منها الضوء ، فسرت إليها وأنا خائفة ، وعندما وصلت رأيت امرأة كبيرة في السن ، وطلبت مني أن أوصلها إلى أعلى الجبل في بداية الأمر خفت منها ، ولكن أشفقت عليها ، وأوصلتها إلى أعلى الجبل وطلبت مني أن أكني منزلها ، وفعلت ومن ثم طلبت أن أسرح شعرها وفعلت فهذا ما أفعله كل يوم لزوجة أبي ، وقالت أنها ستكافئني وطلبت مني أن أدور حول نفسي ثلاث وفعلت ، وبعدها شعرت براحة غريبة لا أدري ما هي ونفخت عليﱠ ثلاث نفخات ، ووصلت البيت بنفختها وأكملت نومي ، وعندما استيقظت اعتقدت أنني كنت أحلم ولكن عندما نظرت إلى نفسي في المرأة وقد تغير لون جلدي ولون عينيﱠ ، وذهب ذلك الشيء عن ظهري ، فرحت ولكن عندما رأتني زوجة أبي لم تصدق لي سوف تصطحبيني معك لتزيدي من جمالي وذهبنا في الليلة نفسها ورأينا العجوز نفسها وطلبت من زوجة أبي أن توصلها فردت عليها، وقالت إن ثوبي جديد ، ولا أريد أن أوسخه ، ولكن وصلنا إلى الجبل . لا أدري كيف ذلك ؟ وطلبت العجوز من زوجة أبي أن تسرح شعرها فقالت زوجة أبي : لا أريد،لأن شعرك ملبد ، وليس نظيفاً فقالت لها اكنسي المنزل فقالت : أنا أجمل امرأة في القرية، وأكنس منزلكِ هيا هبي لي الجمال ، فقالت العجوز : دوري حول نفسك ثلاث مرات، ونفخت علينا ن وعندما وصلنا المنزل كانت زوجة أبي أقبح امرأة في القرية ، ولها حدبة على ظهرها ، وعاشت بيأس طول حياتها .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بقلم الطالب : زيد أبو حمور .